تخيل نفسك في الصباح وأنت تضغط على زر لطلب سيارة أجرة طائرة تقوم بنقلك إلى عملك مباشرة. هذه الفكرة ليست مشهد من فيلم خيال علمي. على الرغم من أن فكرة السيارات الطائرة قد تم اعتبارها بعيدة المنال في العقود السابقة. إلا أنها بالتأكيد ليست كذلك اليوم. وصلت الشركات في جميع أنحاء العالم إلى آفاق جديدة لتطوير السيارات الطائرة. التي يمكن أن يسافر بها الركاب يومًا ما إلى العمل أو حتى السفر الترفيهي. وبدأنا نشهد ظهور أنواع مختلفة من السيارات الطائرة قيد التطوير في جميع أنحاء العالم.
من الحلم إلى الواقع
في ظل التنافس الكبير بين شركات تصنيع السيارات الطائرة قام النموذج الأولي لشركة “Air Car” برحلة تجريبية بين المدن لأول مرة، كانت هذه أيضًا المرة الأولى التي تكمل فيها أي سيارة طيران رحلة بين المدن.
حلقت السيارة بين مطارين دوليين في نيترا وبراتيسلافا في سلوفاكيا يوم 28 يونيو، واستغرقت السيارة 35 دقيقة لقطع المسافة وحلقت على ارتفاع 8200 قدم. وبلغت أقصى سرعة إبحار 118 ميلاً في الساعة. واعتمدت النسخة على محرك قوي من إنتاج BMW، يستطيع أن يولد قوة 158 حصان. كما تحتوي السيارة الهوائية على مقعدين، ومروحة مثبتة في الخلف، وأجنحة يمكن طيها عندما تنتقل السيارة من وضع الطيران إلى وضع الطريق. كل هذا يحدث بضغطة زر.
تاريخ السيارات الطائرة من الخيال إلى الواقع
لقد مرت أكثر من 100 عام منذ أن تم تقديم مفهوم السيارات الطائرة، وجاءت العديد من النماذج الأولية وذهبت. وتم إجراء العديد من اختبارات الطيران، لكن انتظار سيارة طيران قابلة للتطبيق تجاريًا لم ينته بعد. ومع ذلك، تشير بعض التجارب والمبادرات والعروض الأخيرة. إلى أننا أقرب من أي وقت مضى إلى رؤية عالم به سيارات طائرة ومن أبرز هذه المحاولات.
- عام 1917، بقيادة جلين هاموند كيرتس، الذي يعتبره الكثيرون أيضًا مؤسس صناعة الطائرات الأمريكية، “Autoplane”، وكانت سيارة مجنحة لكنها لم تحقق رحلة كاملة. بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.
- عام 1937، قام ووترمان بتعديل ستوديبيكر بقوة 100 حصان لبناء السيارة الطائرة وتم إنتاج خمس طائرات فقط.
- عام 1959، طورت شركة فورد نموذجًا لمفهوم hovercar باسم Levicar Mach I. تم عرض نموذج أولي بالحجم الكامل في Ford Rotunda بولاية ميشيغان.
- 2019 عام، تم تقديم Alpha Two، والتي حلقت بسرعة 105.6 ميل في الساعة (170 كم / ساعة) خلال إحدى رحلاتها التجريبية ضمن مشروع فاهانا التابع إلى شركة إيرباص.
تحديات تأخر إطلاق السيارات الطائرة
تعتبر عملية إنشاء سيارة طيران قابلة للتطبيق تجاريًا باهظة الثمن وتستغرق وقتًا طويلاً. علاوة على ذلك، يواجه المصنعون عددًا من العقبات القانونية والتنظيمية الخطيرة. حتى إذا تم تطوير طائرة صالحة للطرق وقابلة للتطبيق تجاريًا، فإن مرحلة تشغيل أسطول من السيارات الطائرة، ستكون هناك حاجة أيضًا إلى بنية تحتية لدعم ذلك. كل شيء من مواقع الهبوط ومواقع التخزين ومحطات الوقود إلى قوانين الطرق والتأمين والترخيص لا تزال بحاجة إلى العمل.
كما أن ازدحام السماء بالمباني الشاهقة والطيور والطائرات بدون طيار المستخدمة في توصيل الطلبات، تتطلب متخصصين في القيادة الجوية، لذلك الأمر لا يعتمد فقط على امتلاك السيارة ولكن تحتاج إلى ترخيص للقيادة في السماء.
السياراة الطائرة قطعة تقنية معقدة للغاية، وخطوط إنتاجها الحالية ليست مناسبة للإنتاج الضخم.علاوة على ذلك، يتعين على المصممين والمهندسين ابتكار آلة يمكنها تعديل هيكلها ووزنها بسرعة، وفقًا لطريقة النقل المفضلة لدى المستهلك.
تركز الشركات الكبرى مثل Uber و Hyundai و Airbus بشكل أكبر على فكرة سيارات الأجرة الطائرة eVTOL التي تعتمد على الإقلاع والهبوط العمودي، بدلاً من السيارات الطائرة، لأن البنية التحتية الحالية لا يمكنها دعم هذا النوع اللذي يتطلب مدارجًا للهبوط.
هل هذه السيارة آمنة؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن السيارات الطائرة يمكن أن تكون في النهاية وسيلة مستدامة لتحرير الطرق لكنها كما هو الحال بالنسبة لأي ابتكار جديد في مجال النقل يحتاج إلى الكثير من الأبحاث والتدريبات لتحقيق رحلة ممتعة وآمنة للمستخدم.
بالإضافة إلى أن هذه البيئات المزدحمة، يمكن أن يكون لكل من الحوادث والأعطال الميكانيكية عواقب وخيمة. وبغض النظر عن مخاطر الاصطدام، يجب أن تكون معايير التشغيل استثنائية، ويجب وضع ضمانات لمنع فقدان السيطرة في حالة حدوث مشاكل ميكانيكية.
كما تحتاج الحكومات إلى تحديد اتجاه واضح للمكان الذي تستطيع فيه هذه المركبات العمل، وأيضًا ما هو خارج الحدود؛ ما يُعرَّف بأنه مركبة في الجو، ومتطلبات التأمين التي ستكون موجودة، وما إلى ذلك.
تأثير السيارات الطائرة على البيئة
يتم حاليًا تصميم نماذج أولية تعمل بالكهرباء مما يعني أنه يمكن تشغيلها بالبطارية. لكي يتم إعادة شحن البطاريات بطريقة مستدامة، على سبيل المثال باستخدام طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، وحتي لا تصدر أي انبعاثات ضارة في البيئة.
هل تستطيع شراء واحدة؟
يعتقد الخبراء أن احتمال أن يكون لدى الناس العاديين سيارة طائرة أمر بعيد المنال. تبدأ أسعار PAL-V، والتي من المتوقع أن تكون واحدة من الموديلات الأرخص ثمناً، حوالي 355000 دولار.
لكن هذا لا يعني أنك لن تكون قادرًا على الطيران في واحدة. حيث تخطط Uber لخدمة سيارات الأجرة الجوية، بسعر مماثل لمستوى خدمة Uber Black الفاخرة.
ما هو الجدول الزمني؟
ما زلنا نشعر كما لو أن وضع السيارات الطائرة بعيدا عن تلك المشاهد الموجودة في فيلم Blade Runner، حيث تتنقل بسهولة بين ناطحات السحاب. إذن متى يمكن أن يصبح حقيقة؟
يقول تقرير مبادئ Urban Sky الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالميأ، أن السيارات الطائرة وسيارات الأجرة الجوية يمكن أن تكون سمة من سمات الحياة في المدينة اعتبارًا من عام 2028.
كما يشير تقرير حديث من MIT Technology Review، إلى أن سوق السيارات من المرجح أن يشهد إطلاق حوالي 20 مركبة طيران في السنوات القليلة المقبلة، وكشفت دراسة من Morgan Stanley، أن سوق النقل الجوي في المناطق الحضرية قد يتجاوز علامة تريليون دولار بحلول عام 2040.
كل هذه الأرقام، جنبًا إلى جنب مع التطورات الأخيرة في صناعة المركبات الطائرة، تثير الآمال بأن عاجلاً أم آجلاً التحديات العديدة المرتبطة بالسيارات المحمولة جواً سيتم حلها، وسنشهد أخيرًا عصر السيارة الطائرة.
السؤال الآن هو:
هل من الممكن أن نرى السماء قريبا تعج بالسيارات الطائرة؟ ما هي التغييرات التي ستحدثها في حياتنا؟ والأهم من ذلك، كيف يمكننا جعلها أكثر سهولة للمستهلك العادي؟
شاركنا رأيك في التعليقات
يمكنك قراءة 10 سيارات كهربائية قادمة في عام 2022
رأي واحد حول “متى تحلق السيارات الطائرة في السماء؟”